المنارة 7 || مجرمون أغبياء: حين يتفوق الغباء على الجريمة

  

مجرمون ولكن أغبياء

مجرمون أغبياء: حين يتفوق الغباء على الجريمة

الجريمة تتطلب الذكاء والتخطيط الدقيق، حيث يكون المجرم دائمًا في سباق مع الشرطة للهروب والنجاة. لكن في بعض الأحيان، يقلب القدر الموازين، وتتدخل الأخطاء الساذجة لتكشف عن الجرائم، وتجعل المجرم ضحية لغفلته. في هذا المقال، نستعرض مجموعة من المجرمين الذين لم يكن لديهم القدر المطلوب من الذكاء للهروب من الشرطة، وكانت النتيجة واضحة.


نسي محفظته في مسرح الجريمة

تلقت الشرطة الأمريكية بلاغاً عن سرقة من معرض للإطارات. عند فحص الموقع، وجد المحققون نافذة مكسورة، وبعد التحري اكتشفوا أن السارق قد أخذ مبلغ 300 دولار. لكن المفاجأة كانت في العثور على محفظة تعود إلى موظف في المخزن، وبداخلها المبلغ المسروق مع الرقم المتسلسل للدولارات. لم يتوقف الحظ العاثر هنا؛ فقد عاد السارق لاحقًا مع سائقه بحثًا عن المحفظة التي نسيها. وفي نهاية المطاف، تم القبض عليه بكل سهولة.


وشم الجريمة على جسده

أنتوني غارسيا، عضو في إحدى عصابات لوس أنجلس، ارتكب جريمة قتل أثناء سرقة متجر، ونجح في الإفلات دون أن يُترك خلفه أي أثر. ولكن بعد أربع سنوات، تم القبض عليه لمخالفة مرورية بسيطة وهي القيادة برخصة منتهية. عند دخوله المخفر، لاحظ المحققون وشمًا غريبًا على جسده. المفاجأة كانت عندما اكتشفوا أن الوشم كان عبارة عن رسم واضح لتفاصيل جريمته. هكذا، قاده وشمه إلى السجن.


الفشل في فهم الأبواب

في حادثة أخرى غريبة، قام مجرم بمحاولة سرقة متجر فاخر، ولكن الأمور لم تسر كما خطط لها. فقد فشل في فهم آلية الباب الأمامي للمتجر، حيث كان يدفع الباب للأمام بدلاً من سحبه للخلف. والأسوأ من ذلك، أنه كان يحمل مسدساً بلاستيكياً، وعندما فشل في فتح الباب، أزال قناعه ليتمكن من رؤية أفضل، مما سمح للكاميرات بالتقاط صور واضحة له. بالرغم من هروبه في البداية، عاد إلى نفس المتجر بعد 10 أيام وكأن شيئًا لم يكن، ليتم القبض عليه في الحال.


نسيان الابن في مسرح الجريمة

في ألمانيا، قام لص بسرقة سلع من مركز تسوق دون دفع قيمتها، وتمكن جهاز الإنذار من كشف محاولته. لكنه، في لحظة غباء غير مسبوقة، ترك ابنه البالغ من العمر 8 سنوات وراءه في مسرح الجريمة. بعد هروبه، تمكنت الشرطة بسهولة من تتبعه والقبض عليه، حيث كان ابنه هو الدليل الذي لم يستطع الهروب منه. وتم القبض عليه أثناء تلقيه العلاج في المستشفى بعد إصابته أثناء محاولته الهروب السريع.


ضرب شريكه على الرأس بالحجر

في محاولة سطو على منزل بلندن، حاول أحد أفراد العصابة كسر زجاج الباب باستخدام حجر. لكن بدلاً من كسر الزجاج، انتهى الأمر بأن قام شريكه برمي حجر آخر، ليصيب رأسه بدلاً من الزجاج. تم فقدان السارق الوعي على الفور، وعندما وصل حارس المنزل، وجد أحد أفراد العصابة ملقى على الأرض بلا حركة. تم القبض عليه بينما هرب بقية العصابة.


القطة والعودة إلى المنزل

قام لص بسرقة مجوهرات وحواسيب من منزل عائلة ميسورة كانت تحتفل بمناسبة زواج. وبين المسروقات، كانت هناك قطة منزلية سرقها اللص وقدمها هدية لعشيقته مع عقد لؤلؤ ثمين. بعد أيام قليلة، هربت القطة أثناء لعبها في الحديقة مع العشيقة، لتعود إلى أصحابها الأصليين. ما أثار دهشة العائلة هو أن القطة كانت ترتدي نفس عقد اللؤلؤ الذي سرق. كان بجانب العقد شريط مكتوب عليه عنوان وتفاصيل العشيقة، مما سهل على الشرطة الوصول إلى اللص والقبض عليه.


المقاس الخاطئ للنافذة

في محاولة أخرى أقل ذكاءً، حاول لص التسلل إلى منزل من خلال نافذة صغيرة في منتصف الليل. لكن المشكلة كانت أن النافذة كانت أصغر من أن تمر من خلالها جميع أجزاء جسمه، ليبقى محشوراً في النافذة طوال الليل. مع طلوع النهار، حضر رجال الإطفاء وقاموا بإنقاذه، بينما كان المتجمهرون يتفرجون على هذا اللص العالق. تم القبض عليه في النهاية وأحيل إلى العدالة.


الذكاء.. سلاح لم يستخدمه هؤلاء

في النهاية، يُظهر لنا هؤلاء المجرمون أن الجريمة ليست دائماً نتاج تخطيط ذكي أو دهاء كبير. فقد تُفشل أبسط الأخطاء المخططات الأكثر تعقيداً، وغالباً ما يكون الحظ إلى جانب العدالة. إذا كان هناك درس واحد يمكننا استخلاصه من هذه القصص فهو أن الذكاء عنصر أساسي في الحياة، سواء كنت مجرمًا أو مواطنًا صالحًا، ولكن في حالة الجرائم، فإن الغباء يؤدي دائمًا إلى الهلاك.


خاتمة

تلك القصص تُظهر أن هناك نوعًا من الكوميديا السوداء في أخطاء المجرمين، وتُذكّرنا أن الجرائم لا تحتاج فقط إلى الدهاء بل أيضًا إلى القدرة على التقدير السليم للموقف. وبينما قد تكون بعض هذه القصص مضحكة، فإنها تؤكد أن العدالة غالبًا ما تجد طريقها حتى وإن تعثرت في البداية.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -